في إطار مواصلة مسيرتها الداعمة لتعزيز العمل العربي المشترك والتعاون البين-إقليمي والدولي في مجال بناء الثقة الرقمية والأمن السيبراني لتأمين نجاح التحوّلات التكنولوجية في المنطقة العربية، نظمت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (AICTO) “الأيام العربية للأمن السيبراني” وذلك يومي 05 و06 كانون الأول / ديسمبر 2023 بتونس- الجمهورية التونسية.
وخصصت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات اليوم الأول الموافق لـ 05 كانون الأول/ ديسمبر 2023 لعقد فعاليات الدورة الثالثة ” للمنتدى العربي للأمن السيبراني” تحت عنوان “حماية البيانات الشخصية في عصر البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
وأشرف على الافتتاح الرسمي رفيع المستوى لفعاليات “المنتدى العربي للأمن السيبراني” معالي السيد/ كمال الفقي وزير الداخلية بالجمهورية التونسية وسعادة السيد / محمد الهادي حناشي رئيس سلطة ضبط البريد والاتصالات الالكترونية الجزائرية وسعادة الدكتور /محمد صالح بن عيسى الأمين العام المساعد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس وسعادة الدكتور / السفير علي بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية من خلال كلمة مسجّلة و سعادة / السيد لي وينليانغ، المدير العام لمكتب هواوي في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. إضافة إلى أصحاب المعالي والسعادة السادة سفراء الدول العربية ومديري الهيئات والمنظمات والاتحادات العربية والاقليمية وخبراء بارزين في مجال الامن السيبراني من المنطقتين العربية والافريقية وباقي دول العالم.
وافتتح أشغال “الأيام الإقليمية للثقة الرقميّة”، سعادة المهندس محمد بن عمر _ المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات توجه خلالها بكلمة ترحيبية لجميع الضيوف الكرام وبالشكر لكافة المتحدثين والحضور على تلبية الدعوة والمساهمة في إثراء وتأثيث هذا الحدث الهام.
واكد خلال كلمته أن مسألة الأمن السيبراني تعتبر من أهم أولويات المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات مصرحا : “لقد عملنا على امتداد السنوات الأخيرة على تكثيف جهودنا في هذا المجال من خلال طرح برنامج خاص “بالأمن السيبراني” الذي يحمل شعار “فضاء سيبراني عربي آمن” بالتعاون طبعا مع الشركاء الإقليميين والدوليين. وقد تمخّض عن هذا البرنامج العديد من المشاريع والمخرجات العملية وأخصّ بالذكر “الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني” التي أطلقتها المنظمة سنة 2022 والتي تأخذ بعين الاعتبار التقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتقدم التوصيات والإجراءات العملية اللازمة لخلق التوازن الصحيح بين الابتكار والذكاء الاصطناعي والمسؤوليات الأخلاقية.” كما أضاف أنه سيتم بمناسبة هذه الدورة الثالثة للمنتدى العربي للأمن السيبراني إطلاق نتائج دراستين : الأولى بعنوان : معالجة الثغرات السيبرانية في الفضاء الرقمي العربي” : نحو منظومة عربية شاملة لمعالجة الثغرات السيبرانية أما الثانية فتأتي في قلب موضوع هذا المنتدى وتتعلّق بحماية المعطيات الشخصية في المنطقة العربية على ضوء التجارب العالمية. إضافة الى توزيع جوائز “مسابقة الفراهيدي للأمن السيبراني” التي أطلقتها المنظمة مساهمة منها في انشاء سوق عربي للأمن السيبراني.
وخلال كلمته أكد معالي وزير الداخلية/السيد كمال الفقي على أن الأمن السيبراني يمثل أهم التحديــات علــى المســتوى الإســتراتيجي لمــا لــه مــن تأثيــر وطنــي وإقليمي ودولي يستدعي من الدول العربية العمل على تظافر وتوحيد جهـودها لإيجـاد حلـول شـاملة ومشتركة بشكل يضمن النجــاح المشترك في التعامــل مــع المخاطــر السـيبرنية في إطار مقاربة تشــاركية متكاملــة، بالإضافـة إلي إطار تشـريعي ملائم مع الحرص على امتلاك الخبرات والآليات والتقنيـات المناسـبة، لضمان حمايـة أصـولها ومواردها الرقمية وحمايـة أمـن بيانـات وخصوصيـة مواطنيها.
وشدد معالي السيد كمال الفقي على أن مجابهة التهديدات السيبرنية ووضع آليات الرقابة والرصد الناجعة وتأمين جاهزية الاستجابة في حالات الخطر، يشكل في تونس اليوم أحد أهم الشروط الاستباقية لتوفير الحماية اللازمة للموارد الحيوية للدولة والبيانات الشخصية لمواطنيها ضمن منظور الأمن الوطني الشامل بأبعاده الأمنية والاقتصادية والمجتمعية والتكنولوجية، وذلك في إطار إستراتيجية وطنية متكاملة في المجال الرقمي تجمع بين الاستباقية والوقاية من التهديدات في الفضاء السيبرني، وحماية البنية التحتية والمنظومات والمعطيات والسهر على نشر ثقافة رقمية مواطنية تعتمد على التحسيس المستمر واليقظة الإستراتيجية لكل مؤسسات الدولة.
وتوجه سعادة الدكتور / السفير علي بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية خلال كلمته الى التحديات الكبيرة التي تواجهها عديد الدول العربية في مجال الامن السيبراني وعلى رأسها حماية المعطيات الشخصية للمستخدمين والمؤسسات حكومية كانت او خاصة مؤكدا على الدور الهام المنوط بعهدة المنظمات لمواجهة هذه التحديات وتعزيز اطار أمني يشمل أمن المعلومات و الشبكات وحماية البيانات والخصوصية وإصدار التشريعات التي تجرم اختراق الشبكات كشرط أساسي لتنمية مجتمع المعلومات وبناء الثقة بين المستخدمين لاكتساب ثقة المواطن العربي. كما أكد عل أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الامن السيبراني لتعميم الاستفادة وأكد أيضا على الأهمية التي توليها جامعة الدول العربية الى مسألة الأمن السيبراني مشيرا الى اعتماد القمة العربية الماضية المنعقدة في الرياض بالمملكة العربية السعودية للأجندة الرقمية 2023-2030 وتسريع اعتماد الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أطلقتها المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات من قبل مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في دورته القادمة خلال سنة 2024 لإدخال مخرجاتها ضمن الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات.
وتناول الكلمة سعادة / السيد لي وينليانغ المدير العام لمكتب هواوي في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط مؤكدا على ضرورة التعاون على المستويين الإقليمي والدولي في مجالات الثقة الرقمية والأمن السيبراني لما يكتسيه من أهمية بالغة لضمان نجاح التحولات الرقمية المستمرة التي تشكل حياتنا اليومية بشكل متزايد وعميق خاصة في المنطقة العربية.
وشدد على التزام شركة هواوي بتطوير حلول مبتكرة مع الحفاظ على أمن البيانات والتزامها بالبحث وتطوير التقنيات الآمنة بهدف توفير أدوات قوية لحماية المعلومات الحساسة.
هذا وأشار الى أن التطورات السريعة في البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي تمثل فرصًا واعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الا أنها تنطوي على مخاطر وتحديات كبيرة، خاصة منها التي تتعلق بالخصوصية، نظرًا لارتفاع الهجمات السيبرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي ختام كلمته دعا الى توحيد الجهود بين الحكومات والمنظمات والمواطنين لإنشاء نظام بيئي رقمي آمن وموثوق. وتعزيز التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص لزيادة الوعي بالممارسات الأمنية الجيدة والتثقيف حول المخاطر السيبرانية للحفاظ على الثقة في الاقتصاد الرقمي.
وشملت أشغال هذا المنتدى جلستين تطرقت الجلسة الأولى الى تقديم نظرة شاملة عن الأمن السيبراني في المنطقة العربية مع تقديم لآخر التحديثات حول المخاطر والثغرات التي تواجهها الدول العربية في العصر الرقمي كما تم بحث استراتيجيات إدارة نقاط الضعف ومعالجة الثغرات، مع التركيز على التوازن الدقيق بين التقدم التكنولوجي والتدابير الأمنية للتخفيف من حدة التهديدات والاستجابة للحوادث والأطر التنظيمية المساعدة على ذلك.
وانتهت اشغال هذه الجلسة بالإطلاق الرسمي للكتاب الأبيض حول “إدارة ومعالجة الثغرات السيبرانية في الفضاء الرقمي العربي”.
فيما تطرقت أشغال الجلسة الثانية لموضوع حماية البيانات الشخصية في ظل الاتجاهات التكنولوجية الجديدة: المخاطر والفرص. وتم خلالها عرض وتحليل عميق للاستراتيجيات والنجاحات في مجال حماية البيانات الشخصية. من خلال تسليط الضوء على تجارب وقصص النجاح العربية والإقليمية والدولية من مختلف الممارسات والأطر القانونية للاستفادة منها واكتساب معرفة ثريّة حول تنفيذ استراتيجيات قوية لحماية البيانات، وضمان الامتثال للمعايير الدولية، وتعزيز بيئة رقمية آمنة للبيانات الشخصية على الصعيد الدولي.
واختتمت اشغال هذه الجلسة بإطلاق نتائج الدراسة حول “حماية المعطيات الشخصية في المنطقة العربية على ضوء المعايير الدولية “.
وتم خلال الجلسة الموالية الإعلان عن نتائج مسابقة الفراهيدي للأمن السيبراني التي أطلقتها المنظمة في دورتها الأولى تنفيذا لمخرجات الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني.
ويجدر الإشارة إلى أن المنظمة استضافت بالتوازي مع فعاليات الدورة الثالثة “للمنتدى العربي للأمن السيبراني” وللمرة الثانية على التوالي أشغال الاجتماع (16) للفريق العربي لشؤون الانترنت.