المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات تختتم فعاليات “أيام الثقة والأمن السيبراني لعام 2024”
تونس، 4 ديسمبر 2024 – اختتمت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (AICTO) فعاليات المنتدى الدولي للأمن السيبراني الذي عُقد يومي 3 و4 ديسمبر في فندق رويال ASBU بتونس تحت اشراف معالي وزير تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسية بالتعاون مع الوكالة الوطنية للسلامة السيبرانية وبالشراكة مع شركائها الاستراتيجيين : شركة هواوي تكنولوجيز وشركة سما برتنارز.
وأشرف على الافتتاح الرسمي رفيع المستوى لفعاليات “أيام الثقة والأمن السيبراني لعام 2024” معالي السيد/ سفيان الهميسي _وزير تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسية وشهد هذا الحدث حضورا متميزا لوفود رفيعة المستوى من كافة الدول العربية على غرار المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الامارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، سلطنة عمان، دولة فلسطين، دولة قطر، دولة ليبيا، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية اليمنية.
هذا إضافة الى كبار الشخصيات ومديري الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية، إلى جانب قادة الصناعة وصناع السياسات والأكاديميين والباحثين والخبراء الدوليين البارزين في مجالي الأمن السيبراني والثقة الرقمية من الاتحاد الدولي للاتصالات، ألمانيا، الاتحاد الأوروبي، كندا وكوريا الجنوبية.
وانعقدت في هذا الإطار الدورة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني تحت شعار “الثقة الرقمية والأمن السيبراني: الابتكارات والاستراتيجيات الرائدة نحو مستقبل رقمي أكثر أمانًا”، والتي شكلت فرصة مميزة لاستكشاف أحدث الحلول التقنية ووضع استراتيجيات مبتكرة لمواجهة التحديات الناشئة، وضمان حماية البيئة الرقمية في المنطقة العربية.
افتتح أشغال ” أيام الثقة والأمن السيبراني لعام 2024″، سعادة المهندس محمد بن عمر _ المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات توجه خلالها بكلمة ترحيبية لجميع الضيوف الكرام وبالشكر لكافة المتحدثين والحضور على تلبية الدعوة والمساهمة في إثراء وتأثيث هذا الحدث الهام. واكد خلال كلمته أن مسألة الأمن السيبراني تعتبر من أهم أولويات المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات حيث كثفت جهودها في هذا المجال من خلال إطلاق برنامج مخصص للأمن السيبراني، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين”. وصرح في هذا الصدد “أن الأمن السيبراني لم يعد خيارًا بل ضرورة لضمان الاستقرار وحماية الموارد في عصر التحول الرقمي. وأن منتدى هذا العام يركز على الابتكار والاستراتيجيات الرائدة لتعزيز الثقة الرقمية، مع التأكيد على أهمية الاستثمار في الكفاءات البشرية، تحديث التشريعات، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة والعابرة للحدود.
وخلال كلمته نوه معالي السيد/ سفيان الهميسي وزير تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسية بالمجهودات الهامة التي بذلتها المنظمة العربية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال في توحيد الجهود ودفع التعاون العربي في المجال الرقمي في العديد من المواضيع خاصة في مجال تعزيز الأمن السيبراني في المنطقة العربية من خلال إعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي تمّ اعتمادها من قبل مجلس وزراء العرب للاتصالات وتقنية المعلومات وإحالتها إلى مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب مهنئا المملكة العربية السعودية على هذه المبادرة الهامة.
وأشار معالي الوزير إلى ضرورة مزيد التحسيس بخطورة التهديدات السيبرانية بالمنطقة العربية باعتبار التحديات والمخاطر المشتركة التي تعترض بلداننا خاصة في مسار تحولها الرقمي وما تفرضه الرقمنة من انفتاح على المنظومات والتطبيقات الرقمية العالمية مؤكدا على أهمية التعاون الدولي وبحث الحلول العملية لسد الفجوة السيبرانية عربيا وعالميا. كما أكد معالي الوزير أنّ تونس تولي أهمية كبرى لموضوع حماية الطفولة من المخاطر والتهديدات المحدقة بهم على الخط في إطار الحفاظ على تماسك ومتانة الأسرة العربية.
وفي كلمة له قدم سعادة الدكتور/حسين السويدي نائب رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس خالص عبارات الشكر والتقدير للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات على المجهودات العظيمة التي تقوم بها في خدمة تعزيز موثوقية وسلامة الفضاء الرقمي العربي. وأكد على الالتزام المشترك لجميع الأطراف بمواكبة التحولات الرقمية السريعة ومواجهة التحديات الأمنية التي تصاحبها.
كما تناول الكلمة السيد Yao Qingtian, مسؤول الأمن السيبراني والخصوصية بشركة هواوي شمال إفريقيا، حيث أشار الى التأثير التحويلي للتقنيات مثل الجيل الخامس (5G) والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في دمج الفضاء السيبراني مع العالم المادي. وشدد على المسؤوليات المتزايدة للشركات في إدارة مخاطر الأمن السيبراني ومواءمة الأمن مع استراتيجيات الأعمال الأساسية. كما أكد على التزام هواوي بتعزيز الثقة الرقمية والأمن السيبراني من خلال الابتكار والتعاون، خاصة في المنطقة العربية، لدعم التحولات الرقمية المستدامة. واختتم كلمته بالدعوة إلى تضافر الجهود بين الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة لمواجهة تحديات الأمن السيبراني وبناء أنظمة رقمية مرنة وآمنة وموجهة نحو المستقبل.
خصصت المنظمة اليوم الأول لعرض الاستراتيجيات والتوجهات نحو مستقبل رقمي أكثر أمانًا، حيث تناولت الجلسة الأولى رفيعة المستوى لممثلي الدول العربية بمشاركة كل من سعادة الدكتور/أحمد عبد الحافظ رئيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني بمصر والسيد رفيق العجمي مدير مكتب NISSA – بدولة ليبيا والمهندس صقر بن سعيد الحارثي – مستشار معالي محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالمملكة العربية السعودية والسيد نائب المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة السيبرانية بتونس التجارب والرؤى الوطنية لدولهم. حيث أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لضمان استدامة الفضاء الرقمي. كما تم تسليط الضوء على ضرورة توحيد الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات السيبرانية الناشئة، وتعزيز الابتكار، وضمان الاستقرار وبناء الثقة في البيئة الرقمية على المدى البعيد.
كما تضمن البرنامج محاضرة رئيسية بعنوان “بناء دول ذات مرونة سيبرانية”، استعرضت الخطوات الأساسية لتعزيز الأمن السيبراني على المستوى الوطني، بما في ذلك حماية البنية التحتية الحيوية، تطوير السياسات الفعالة، وتعزيز التعاون الدولي لضمان الدفاعات الرقمية وأمن التحول الرقمي للأفراد والاقتصادات.
إلى جانب الكلمات الرئيسية، قدّم المحاضرون دراسة حالة حول تطبيقات الدفاع السيبراني في الواقع العملي، تلتها جلسة نقاشية بعنوان “تمهيد الطريق نحو مستقبل ذكي، مستدام وآمن”.
خصص اليوم الثاني لمناقشة الابتكارات والتجديد في مجالي الأمن السيبراني والثقة الرقمية حيث قدم الدكتور بلال الجموسي نائب مدير مكتب تقييس الاتصالات، بالاتحاد الدولي للاتصالات محاضرة رئيسية بعنوان “بناء المرونة في العصر الرقمي: الابتكارات في التقنيات الناشئة تحديات الأمن السيبراني وبناء الثقة”، واستعرض آخر التحديثات في التوصيات الصادرة عن الجمعية العامّة لتقييس الاتصالات التي عقدها الاتحاد الدولي للاتصالات مؤخرا في الهند.
فيما استعرضت الجلسة النقاشية حول “التقنيات الناشئة والرؤى الاستراتيجية للأمن السيبراني والثقة الرقمية” أحدث التطورات في مجال الأمن السيبراني، والتي تمثل ركيزة أساسية لبناء الثقة في عالم رقمي متسارع. قدّم المتحدثون رؤى معمّقة حول التقنيات الناشئة، بما في ذلك استكشاف التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهندسة الثقة الصفرية، والأمن المستند إلى تقنية البلوك تشين، إضافة إلى التحولات التنظيمية التي تعزز خصوصية البيانات وتدعم المرونة الرقمية.
ومن خلال التركيز على الابتكارات التقنية والاستراتيجيات التعاونية، هدفت الجلسة إلى طرح حلول شاملة لحماية البنية التحتية الحيوية، وتعزيز ثقة المستخدمين، وضمان استدامة الأمن السيبراني في ظل بيئة تهديدات متغيرة باستمرار.
ويجدر الإشارة إلى أن المنظمة استضافت بالتوازي مع فعاليات “الأيام الثقة الرقمية والأمن السيبراني لعام 2024″، الاجتماع الثاني لفريق تنسيق العمل بين المنظمات العاملة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. وللمرة الثالثة الاجتماع (18) لفريق العمل العربي لشؤون الانترنت.
نتائج وتوصيات المنتدى
تعزيز التعاون الإقليمي لتطوير منصات موحدة لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية.
الاستثمار في مجالات البحث والتطوير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بهدف استحداث منظومات وحلول عربية تقلص من التبعية وتعزز السيادة الرقمية العربية.
العمل على إيجاد الأطر التنظيمية والحلول التقنية لحوكمة وتوطين البيانات العربية.
تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم الابتكار وبناء القدرات.
إعداد أطر تنظيمية مرنة تدعم التحول الرقمي الآمن في المنطقة العربية.
وتتوجه المنظمة بالشكر لجميع المتحدثين والمشاركين، بالإضافة إلى شركائها ووسائل الإعلام على دعمهم المستمر لإنجاح هذا الحدث.
نبذة مختصرة عن المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات:
المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، هي منظمة حكومية عربية متخصصة، مقرها الجمهورية التونسية، تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية. وتهدف إلى المساهمة في تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال في البلدان العربية وتوفير الآليات الضرورية لدعم التعاون والتكامل في المجال بين أعضاء المنظمة وتطوير سياسات واستراتيجيات مشتركة لنشر النفاذ العادل المستدام إلى التكنولوجيا وتطويعها لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية وتحقيق الرقي الاجتماعي في المنطقة العربية.