تونس، 23 أكتوبر 2024 – انعقدت اليوم ورشة العمل التي نظمتها المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات حول “الخصوصية وحماية البيانات في عصر التكنولوجيا الناشئة والمستقبلية”. استمرت الورشة لمدة ثلاث ساعات عبر منصة زووم، وشهدت مشاركة واسعة لأكثر من 63 مشارك من خبراء ومختصين في الأمن السيبراني وحماية البيانات من مختلف الدول العربية، بما في ذلك المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، جمهورية السودان، جمهورية الصومال، جمهورية العراق، سلطنة عمان، دولة فلسطين، دولة قطر، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والجمهورية اليمنية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية.

تأتي هذه الورشة ضمن برنامج المنظمة للأمن السيبراني والثقة الرقمية، وفي ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها الاتجاهات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، وتقنية Blockchain، والتي تستدعي وضع سياسات وأطر تنظيمية جديدة لضمان حماية البيانات وحقوق الأفراد.

افتتح أشغال الورشة سعادة المهندس محمد بن عمر، المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، حيث رحب بالمشاركين وقدم لهم الشكر على تلبية الدعوة ومساهمتهم في النقاشات حول هذا الموضوع الحيوي الذي يمس حياتنا اليومية. وأكد على سعي المنظمة لتعزيز فهم وتطبيق مفاهيم الخصوصية وحماية البيانات، بما يساهم في بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام في المنطقة العربية.

كما تناول الكلمة سعادة الدكتور خالد والي، مدير إدارة تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الدول العربية، وسعادة الدكتور محمد صالح بن عيسى، الأمين العام المساعد ورئيس مركز جامعة الدول العربية في تونس، حيث أكدوا خلال مداخلاتهم على أهمية التعاون العربي لمواجهة التحديات المتعلقة بحماية البيانات.

الجلسة الأولى تناولت “نظرة عامة عن حماية البيانات الشخصية في المنطقة العربية: الواقع – التحديات والآفاق”، وقدم السيد شوقي قداس، الخبير الدولي لدى المنظمة والرئيس السابق للهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية في تونس، محاضرة رئيسية استعرض خلالها الوضع الحالي لحماية البيانات الشخصية وحوكمة تبادلها، مستعرضًا نتائج وتوصيات الدراسة التي أعدتها المنظمة حول “حماية المعطيات الشخصية في الدول العربية على ضوء المعايير الدولية”. تلتها جلسة حوارية شارك فيها سعادة السيد سمير بورحيل، رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في الجزائر، حيث ناقش الواقع والتحديات لتطبيق نظام حماية المعطيات الشخصية في الجزائر.

ثم تناولت الكلمة الأستاذة سوزان العقباوي، مستشار وزير الاتصالات لحوكمة البيانات في مصر، التي قدمت التجربة المصرية في مجال حماية البيانات. بينما استعرض المهندس توفيق أبو بكر، مدير مديرية حماية البيانات الشخصية بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن، التجربة الأردنية في هذا المجال.

الجلسة الثانية تناولت “تأثير التكنولوجيات الناشئة والمستقبلية على الخصوصية وحماية البيانات وأفضل الممارسات العالمية للحماية”، حيث تعرّف المشاركون على كيفية تأثير التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، وتقنيات Blockchain وCI/CD pipelines، على الخصوصية، بالإضافة إلى استراتيجيات الحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة.

في هذا الإطار، قدم الدكتور محمد حمدي، الخبير الدولي في الأمن السيبراني لدى المنظمة، عرضًا حول استخدامات التشفير المتماثل في حماية البيانات. كما قدم الدكتور بلال الحفناوي، عضو مجلس المفوّضين بهيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالمملكة الأردنية الهاشمية بدوره عرضًا حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيره على الخصوصية، ما أثار نقاشات حيوية حول الأبعاد القانونية والأخلاقية المتعلقة بهذه التقنيات.

الجلسة الختامية اختتمت الورشة باستعراض النقاط الرئيسية والملاحظات الختامية التي أكدت أهمية مواصلة العمل المشترك بين الدول العربية لضمان بيئة رقمية آمنة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *