كلمة المدير العام للمنظمة
سعادة المهندس / محمد بن عمر
نعلم جميعا أن تكنولوجيات الاتصال والمعلومات تمكّنت خلال العشرية الأخيرة أن تصبح من أهمّ المكوّنات والأدوات في الحياة اليومية لكل فرد في العالم، كما أضحت ركيزة إقتصادية وتنموية هامة تعتمد عليها الدول لتخطيط وتنفيذ سياساتها الإصلاحية والإجتماعية والتنموية ووضع إستراتيجياتها المستقبليّة.
ومع تسارع وتيرة التطوّرات التكنولوجية، أصبحنا نعيش اليوم على وقع «الثورة الصناعية الرابعة”، وهي الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في عصر التحوّلات الرقمية الكبيرة المدفوعة بظهور العديد من المفاهيم الجديدة في المجال الرقمي مع تطوّر شبكات الإنترنت والنفاذ إليها، مثل: الحوسبة السحابية ، البيانات الضخمة ، إنترنت الأشياء (IoT) ، الذكاء الاصطناعي (AI) ، تكنولوجيا وشبكات الجيل الخامس 5G … إلخ، والتي من شأنها أن تأثر بطريقة جذرية على جميع أوجه حياتنا العملية والشخصيّة وتجعلها أسهل وأكثر راحة رفاهية، إذا ما توفّرت كل السبل الضرورية والوسائل المساعدة على ذلك.
إلا أن هذا الانتقال إلى الكل الرقمي، بالرغم ممّا يمثله من فرصة للدول العربية للحاق بركب الدول المتقدمة واستغلال الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا من خلال دمج للخدمات وشموليتها مع الاعتماد على وسائط سهلة التركيز وبكلفة تنافسية في جميع القطاعات الاقتصاديّة، يمكن أن يتحوّل إلى عقبات وتحديات يستوجب تجاوزها لتفادي هذه الشبكات والتكنولوجيات من قبل المجرمين ومخترقي الشبكات مما من شأنه أن يؤثر سلبا على المستخدمين من أفراد وشركات ومؤسسات حكومية أو منظّمات في المنطقة.
ومن هذا المنطلق وجب العمل على تكييف هذه القطاعات وجعلها متناغمة مع نسق التطوّر التكنولوجي السريع. ومن هنا تبرز أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين كل المتدخلين على المستوى العربي والإقليمي والدولي لإستغلال الفرص اللامحدودة التي يوفّرها هذا القطاع من خلال التعاون والتنسيق لوضع وتوحيد الاستراتيجيات المناسبة وتنفيذها. وكما قال عالم الفيزياء وعلم الكونيات – ماكس تيجمارك: “كل شيء نحبه في الحضارة هو نتاج للذكاء، ولهذا فإن تعزيز ذكائنا البشري بالذكاء الاصطناعي سيكون لديه القدرة لمساعدة الحضارة على الازدهار بشكل غير مسبوق – طالما نجحنا في الحفاظ على جعل تلك التكنولوجيات مفيدة”
وبالنظر إلى المهام المنوطة بعهدة المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات منذ نشأتها، أطلقت رؤيتها الاستراتيجية: “نحو مجتمع رقمي عربي متناغم يرتكز على التجديد والابتكار التكنولوجي ويوفر التكامل العربي-الاقليمي ويضمن الانصهار والمساهمة بكفاءة وفاعليّة في تنمية الاقتصاد الرقمي العالمي المستدام ”التي تشمل الأهداف الاستراتيجية والآليات الضرورية والملائمة لتنفيذها بما يخدم المصالح الاستراتيجية للدول العربية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتدعيم ذلك بالشراكات والتعاون الإقليمي والدولي المثمر.
كما أن منظمة “أيكتو” على استعداد دائم للقيام بدورها “كمنسق إقليمي” على أكمل وجه، ولهذا توفر منصة مفتوحة لجميع أصحاب المصلحة المعنيين في المنطقة للعمل المشترك، كما ستعمل دائما على بناء شراكات إقليمية ودولية قوية من شأنها المساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة للجميع.
كل الراغبين في العمل ضمن منهج تعاوني يرتكز على التشاور والمصلحة المشتركة، و كل أصحاب المصلحة المتعددين، من داخل المنطقة العربية ومن خارجها والمهتمين ببناء علاقات رابح-رابح، ندعوكم للانضمام إلى المنظمة العربية العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والعمل معنا لبناء نموذج مستدام متعدد الأطراف يعتمد على ثلاث ركائز أساسية مترابطة : التشارك – التنسيق – التوافقية.
نحن نواجه نفس التحدّيات ونتشارك نفس التطلّعات، فلنزرع بذور غد أفضل للجميع في منطقتنا العربية عن طريق تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.